Home |

  Welcome Message   

Syriac Orthodox Church of Antioch
 Archdiocese of the Western United States

ܐܦܛܪܘܦܘܬܐ ܦܛܪܝܪܟܝܬܐ
ܕܡܪܥܝܬܐ ܕܐܘܚܕ̈ܢܐ ܡܥܪ̈ܒܝܐ ܕܐܡܝܪܟܐ

 


Organizations
 

 

 

Life of Jesus

 

 

Bible

 

 


Home

Mar Jacob Baradaeus (July 29/30, 578)

One of the most famous Church Fathers for his godliness and piety, the greatest Apostolic fighter in support of the true faith, he attained the summit of religious and austere asceticism. Subsequent to the Council of Chalcedon in 451 AD, there remained no bishops in the Syriac Orthodox Church towards the middle of the sixth century AD, except for three. Our Holy Syriac Orthodox Church saw in the resolutions of the said Council a deviation from the doctrine it received from the righteous Apostles and holy Fathers, whereas the Byzantine state adopted its resolutions, and thus started persecuting those who rejected them. The Byzantine state killed some of the rejecters and exiled others. Others died as a result of the severity of persecution, and still others were dislodged. In this crucial period, God sent to the church a brave man, the monk Mor Ya`qub Burd`ono (St. Jacob baradaeus), one of the greatest and foremost among the leaders of the Syriac Orthodox Church who protected the Syriac Orthodox Church against the attempts of its enemies to eradicate it. He encouraged its followers to preserve the jewel of the Orthodox faith that it received from the righteous Apostles and Fathers.

He was born at Tall Mawzalt ܬܠ ܡܘܙܠܬ (now Verensehir, Turkey), the son of a priest named Theophilus bar Manu. While still young he became a monk at the Monastery of Fsilta ܦܣܝܠܬܐ in the neighborhood of his homeland. At this monastery he mastered the Syriac and Greek languages and penetrated deeply into religious books and theological science as well as asceticism. He was a great scholar, a successful preacher and a capable theologian, and was known by his piety and working miracles. His rough garments became like saddle-cloth, hence he was called Burd`ono.

In 528, he journeyed to Constantinople, and was received with great honor by Empress Theodora, the daughter of a Syrian priest from Mabug (Manbej) and the wife of Emperor Justinian. Empress Theodora served the non-Chalcedonian bishops in distress. These were the Syrian and Coptic bishops, who were being persecuted and executed. At the request of the Arab king al-Harith ibnjabalah al-Ghassani andEmpress Theodora's efforts, he was ordained a universal bishop in 543/4 AD by Mor Theodosius, Patriarch of Alexandria who was exiled at the time in Constantinople. Three imprisoned bishops participated with Patriarch Athanasius in laying hand. Mor Jacob, the universal bishop, set out on his mission touring Syria, Egypt, Armenia, Cappadocia, Cilicia, Isauria, Pamphilia, Lycaonia, Lycia, Phrygia, Cana, Asia Minor and the islands of Cyprus, Rhodes, Chios and Mitylene, and also into Mesopotamia, and Persia. He visited and ministered to churches, instructing and encouraging the Orthodox believers. Authorized by the patriarch, he consecrated twenty-seven bishops and ordained a few thousand deacons and priests, not for getting to return quite a few times to his monastery. He continued this work for thirty-five years, indefatigably fighting the good fight for the Church of Cod, which he supported in the time of adversity until he died at the Monastery of Romanus or the Monastery of Cassian on July 29/30, 578 and was commemorated by the Church.

St. Jacob drew up a liturgy in fifteen pages beginning with "0 Lord, the most holy Father of peace," and several letters, four of which were published in the Syriac Documents - three addressed to John of Ephesus and others, and a general letter to the bishops and priests which is mentioned in his lengthy biography.


 

القديس مار يعقوب البرادعي 578+

ولد في مدينة تل موزل واسم أبيه ثئوفيلوس، وترهَّب في ميعة صباه في دير فسيلتا، وأتقن السريانية واليونانية، وتعمَّق في الكتب المقدسة والعلم اللاهوتي، وأمعن في أعمال النسك. وفي سنة 528 رحل إلى القسطنطينية، وفيها رُسم بطلب الحارث بن جبلة الغساني ملك العرب وأمر القيصرة ثاودورا، مطراناً للرها وبلاد الشام وآسيا بوضع يد ثاودوسيوس بطريرك الإسكندرية عام 543، فرحل إلى الإسكندرية ورَسم أسقفين بمعاونة بعض أساقفتها، وطفق يطوف بلاد الشرق، من الشام حتى فارس شرقاً، ومن أرمينية إلى الإسكندرية جنوباً، مرشداً الأرثوذكسيين ومشجعاً إياهم. ورسم لهم بتفويض البطريرك سبعة وعشرين أسقفاً وشمامسة وقسوساً بلغ عددهم بضعة آلاف، وأقام على هذه الحال خمساً وثلاثين سنة لا يعرف كللاً، وكان ببطولته وجهاده خير عضد لبيعة الله في زمن الشدة، حتى نقله الله إليه في دير رومانوس أو قسيون بمصر في 30 تموز سنة 578.

صلاته تكون سوراً لنا.

«مار يعقوب البرادعي، هو المجاهد الرسولي الكبير، هو فخر الكنيسة عبر الدهور والأجيال، إنه البدر الذي ظهر في سماء الكنيسة في ليلة ليلاء، وعصر مظلم، عمَّه الظلم والفساد، هو القديس الذي نحتاج إلى الاقتداء به في كل حين وخاصة في جيلنا هذا الملتوي، يعقوب البرادعي بكل ما فيه من جهاده، وتمسك بالإيمان، وحرص على الحفاظ على تراث الكنيسة المقدسة وتقاليدها، فقد كان رجلاً عجيباً، يسعى يومياً وهو يجاهد لتثبيت المؤمنين سيراً على الأقدام بسرعة فائقة. وحكم عليه بالموت ولكن بيزنطة الظالمة لم تستطع أن تنال منه شيئاً لأن الله كان معه، فجاهد ورسم المطارنة هنا وهناك، وثبّت الكنيسة بجهاده.

وإننا لافتخارنا بهذا القديس عندما أسسنا رهبنة العذارى جعلنا القديس مار يعقوب شفيعاً لهن، فمار يعقوب البرادعي هو المجاهد وهو المثال وهو الرمز، وعندما تدعى رهبنة باسم مار يعقوب البرادعي إنما نعني بذلك أن نقتدي بجهاده، بنسكه، وتقشفه ونكران الذات، وبتضحيته التامة، وفي الوقت نفسه بتمسّكه بالإيمان وتثبيته المؤمنين على صخرة الإيمان التي تأسس عليها كل إنسان آمن بالمسيح يسوع ابن الله الوحيد...»

من أقوال قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص

 

المجاهد الرسولي القديس مار يعقوب البرادعي


ولد في مدينة تل موزلت نحو سنة 500 م والده القس ثاوفيل السرياني ابن معنو من قرية كموا في جبل الأزل المحاذي للجزيرة السورية. وكانت ولادته نتيجة ما تميز به أبواه الورعان من صوم وصلاة ونذور وصدقات وما إليها، إذ كانت أمه عاقراً ومن صفوة نذورهما، أن يقدما للرب الولد الذي يرزقهما إياه، للخدمة في دير مار اسطرطليس المعروف بدير(فسيلتا)، وكان قريبا من مدينتهما، فاستجاب الله طلبتهما ورزقهما ابناً سمياه يعقوب. فنشآه تنشئة صالحة، وروضاه على سنن التقوى والفضيلة. و في الثالثة من عمره، أدخلاه المدرسة حيث رضع لبان التعاليم الروحية والأدبية. وتضّلعَ من اللغتين السريانية واليونانية، وتوغل خاصة في سلّم العلوم البيعية التي حببّت إليه الفضيلة وخدمة الإنسانية ولما بلغ السنّ التي تؤهلّه للانخراط في سلك الرهبنة، أخذاه أبواه إلى الدير المشار إليه واستودعاه في يدي رئيسه البار الأب مار أسطاثاوس، الذي سُر به غاية السرور. وبعد أن اختبره وعرف غور تواضعه وحقيقة نُسكه، ألبسه الأسكيم ألرهباني. أما لباسه فكان ثوباً ثخيناً ينقسم قسمين كان يكتسي بأحدهما ويلتحف الآخر. ولم يبدّله صيفاً وشتاءً. و كلما تمزق فيه شيء رقّعه حتى أضحى وكأنه بردعة بالية. من هنا لقب (ألبرادعي). وكان يُردد قوله المأثور(إنه خير للنفس أن تتحلى بأعمال الفضيلة من أن تختال تيهاً بما يقودها إلى الهلاك الأبدي). و بعد زمن يسير، رُسم شماساً، فتسربل من ثم بيقظة الملائكة وهدوئهم. ولما انتشر أريج نسكه وفضيلته في كل مكان، أقبل إليه المؤمنون من كل صوب وحدب قصد التبرك منه، ولا سيما المرضى الذين وفدوا من بلاد نائية، ونالوا الشفاء حال وصولهم إلى الدير ودون أن يروه. وكم نفذت أنظاره الطرق القاصية حيث شفى كثيرين كان يراهم بالروح القدس كما كانوا هم أيضاً يرونه في الحلم. عندئذ دعته النعمة الآلهية إلى رتبة القسوسية فرئاسة الدير، ما حداه أن يزور المؤمنين في مختلف البلاد. نحو سنة 529 ملك الحارث بن جبلة على القبائل العربية الغسانية. وعاصمته بُصرى (أسكي شام) في حوران. وفي أوائل ملكه، انتاب قبائله وباء وجوع وصنوف المحن. وإذ كانت شهرة الراهب يعقوب ألبرادعي قد طبّقت الخافقين، اعتزم الحارث زيارته علّ الله يصرف غضبه عن قبائله بصلاته. فأستصحب بعض الأُمراء والأشراف، وانطلقوا حاملين إليه مالاً وافراً. ولما اجتازوا نهر الفرات ليأتوا إلى ديره، ظهر لهم قديسنا في الفجر بزيّ نسكه، وقال للحارث: لِم شككت يا هذا في هِبة الله العلي؟ فعُد إلى أرضك مع أمرائك، وأطلق سراح رجل الله الراهب الطور سيني المعتقل عند أحد أفراد قبيلتك، فتنجو حالاً من شر البلايا التي إنما انتابكم بسببه، ومنذ الساعة يِرفع عنكم الوباء كما طلبتِ من أجلكم إلى الله. أما المال الذي حملتموه إلينا، فليعُد معكم، إذ لا رغبة لنا في اقتناء شيء سوى محبة الله. فذهل الحارث ومرافقوه من هذا الحدث الغريب، وعادوا تواً إلى أرضهم. ولما بلغوا قبائلهم، ولاحظوا زوال الوباء عنها، سألوا عن ساعة زواله، فتأكدوا من إنها ساعة التقائهم مار يعقوب بالذات. ثم فتش الحارث عن الراهب الطور سيني حتى وجده معتقلاً في خيمة أحدهم، فحلّه وأرسله إلى ديره بإكرام جزيل، وأمر فحزّوا رأس معتقله.

 
وجوده في القسطنطينية : 
مئات من الرهبان والأساقفة الأرثوذكسيين، شخصوا من مختلف المنافي إلى القسطنطينية سنة 533 بأمر القيصر يوسطينيان الأول، لبث قضايا الإيمان في مؤتمر يجمعهم مع الخلقيدونيين. وكان بينهم البطريرك الأنطاكي مار سويريوس الكبير بالذات، الذي لبى دعوة القيصر في شتاء سنة 535 ، ولكنه عاد بعد سنة ونصف إلى مصر يائساً إذ رأى أن لا فائدة من بقائه هناك لطالما لا يتنازل الخلقيدونيون عن رأيهم قيد شعرة، اغتراراً بانحياز القيصر إلى جانبهم. وفي 6 شباط سنة 538 توفي مار يوحنا التلي النائب البطريركي العام، في سجن الخلقيدونيين بأنطاكيا. وبعد يومين جاور ربه في مصر مار سويريوس الأنطاكي أيضاً، الأمر الذي ضاعف حزن الكنيسة الأرثوذكسية وبالغ في تشويش أمورها، لا سيما وقد دُعي إلى القسطنطينية البابا مار ثيودوسيوس الإسكندري أيضاً. وفي سنة 543 اختارت النعمة الآلهة الراهب يعقوب البرادعي ليشخص إلى القسطنطينية، لتشجيع الآباء القديسين والمؤمنين. بل ظهر له في الرؤيا مار سويريوس ومار يوحنا التلي المشار إليهما، وسلّما إليه عصا الرعاية قائلين: قم وامضِ مع جماهير المؤمنين وارعَ خرافنا وصنها من الذئاب. فحمل إنجيلاً صغيراً وشخص مشياً على الأقدام إلى القسطنطينية. وصحبه من ديره راهب متبحر في العلوم وقديس اسمه سرجيس. وما أن بلغا العاصمة، حتى انتشر فيها الخبر( أن قد أتى الأب يعقوب) فلما انتهى أمرهما إلى ثيودورا، رحبت بهما ترحيباً حاراً، وخصصت لهما منزلاً وكل متطلبات الراحة. وإذ كان الراهب يعقوب فصيحاً، أديباً، حاذقاً ومتبحراً في اللغتين السريانية واليونانية، ولم يستطع الصمود أمامه زعماء الخلقيدونيين، في أثناء احتكاكه بهم وتبادله وإياهم وجهات النظر في مؤتمرهم الأنف الذكر، لكنهم ولّوا هاربين. إذ افتُضح غشهم بشدة، إزاء أدلتهُ الساطعة على حقيقة الإيمان. وذلك كان للأساقفة والرهبان والأكليروس والمؤمنين الغيارى على المعتقد القويم والذين كانوا قد سبقوه إلى القسطنطينية ، مدعاة إلى الافتخار بمار يعقوب ، بل حافزا للحارث بن جبلة بالذات إلى الشخوص إلى العاصمة . هكذا كان شخوص مار يعقوب إلى القسطنطينية نصرة للمعتقد القويم وعضداً للمؤمنين. 

رسامته مطراناً: 
في سنة 543 كان عدد المؤمنين في سوريا ، قد تقلص من جراء الاضطهادات العنيفة التي أثارها الخلقيدونيون عليهم، بل لم يبق في سوريا كلها ولا أسقف أرثوذكسي لرعاية المؤمنين الصامدين. وبعد أن تدارس الحارث بن جبلة ملك الغساسنة وبعض الآباء في القسطنطينية وضع كنيسة سورية المؤلم، التمسوا من مُحبة الله ثيودورا أن تأذن في رسامة اسقفين أو ثلاثة لسورية. ذلك أن البابا مار ثيودوسيوس الإسكندري وغيره من الآباء كانوا في حِما الملكة ثيودورا. أنتخب والآباء الذين معه، الراهبين مار يعقوب البرادعي ومار تيودور، ورسم الأول مطراناً على مدينة الرها وسائر سورية وآسيا الصغرى، والثاني مطراناً على بُصرى ( أسكي شام) وبلاد العرب وفلسطين حتى أورشليم. وكان ذلك سنة 543 نفسها. وقلَّد مار يعقوب المتروبوليتية المسكونية. وفوّض إليهما قبول المرتدين إلى الأرثوذكسية في الشرق كله. وبعد أن عاد كل منهما إلى أبرشيته، تسلح مار يعقوب بتقوى الله، وأخذ يجوب البلاد. فكنت تراه تارة في سورية، وطوراً في بلاد أرمينيا وكبدوكيا وكيليكيا وايسوريا وبمفيليا ولوكانيا وفريجيا وقاريا، وجزر البحر: قبرص و رودس وخيوس وميطولينا حتى القسطنطينية، متفقداً الكنائس، مثبتاً اياها في الإيمان الحق، مرتباً أمورها وراسماً لها كهنة وشمامسة واساقفة . 

زيارته الرعوية : 
قام مار يعقوب بزيارات رعوية متواصلة للمؤمنين في جميع أرجاء الإمبراطورية البيزنطية، من حدود المملكة الفارسية حتى القسطنطينية فالإسكندرية وما جاورها من البلدان. وكان يقطع في اليوم الواحد ما بين الثلاثين والأربعين ميلاً، مشياً على الأقدام. وفي تلك الزيارات الرسولية أقام الصلاة للمؤمنين ليل نهار، وعالج أمورهم الروحية بأناة وصبر جميل، مشجعاً ومعزياً ومعلماً، الأمر الذي أغاظ الأساقفة الخلقيدونيين الذين تنمروا له وتعقّبوه في جميع البلاد علهم يظفرون به. بيد أن النعمة الإلهية سترته عن أبصارهم. فاستطاع بجهاده المرير وهمته الشماء، أن يضيف كل يوم إلى المؤمنين عدداً من اليونان والسريان في شتى أنحاء البلاد، ما آلم خصوم الكنيسة الذين جنّدوا للقبض عليه كل طاقاتهم واستنفروا كل أجهزتهم بما فيها فرق الخيالة، وبالرغم من كل ذلك فقد باءت محاولاتهم بالفشل ، إذ لم يستطيعوا التوصل إلى معرفة عمل الله في مصطفاه. ومن العجيب أن يلتقوه في الطريق ويسألوه عنه وهم يجهلونه قائلين هل بلغك أين هو ذلك المضل يعقوب؟) فيدلهم هو بدوره على مكان بعيد قائلاً: (أجل، لقد بلغني أنه في المكان الفلاني، فإذا أغذذتم السير أدركتموه). 

وفاته ونقل رفاته: 
لما وصل مار يعقوب يصحبه ثمانية أساقفة وكتاّبه إلى دير مار رومانوس الكبير الواقع في تخوم مصر والمعروف أيضاً بدير قسيان، وصلّوا، قال مار يعقوب لصحبه: صلّوا أيها الأخوة فقد أعلن لي الرب أنني وثلاثة منكم سننتقل من الحياة الزمنية. وفي الصباح مات يوحنا أسقف دير قرتمين( مار كبرئيل) فالأسقف سرجيس كاتم أسرار مار يعقوب. وبعد ثلاثة أيام أسلم مار يعقوب روحه في الثلاثين من تموز سنة 578. وبعده شماسه، أما الباقون فعادوا إلى سورية حاملين رسالة تعزية من البابا دميان الأسكندري إلى أساقفة سورية . وفي سنة 622 وفي عهد البطريرك مار أثناسيوس الأول المعروف بالجمّال، إذ بلغت مار زكا أسقف تلا أخبار قداسة مار يعقوب، أرسل إلى دير قسيان وفداً مؤلفاً من أربعة نساك من ديره وأثنين من إكليروس المدينة لكي يذهبوا إلى الإسكندرية لجلب الرفات فلما وصلوا إلى دير قسيان بعد سؤالهم عن سبب الزيارة.. أجابوا أنهم وفد الكنيسة السريانية إلى بابا الأسكندرية. وحاولوا أخذ الرفات وفي الليل تم نقله سراً وتوجهوا إلى فلسطين، فلما قام رهبان دير قسيان وعلموا بعدم وجود جثمان القديس جاشت عيونهم وأطلقوا أصواتهم بالبكاء. أما النساك فتوجهوا إلى تلاّ حيث هرع الأسقف والأكليروس وأهل المدينة إلى لقاء الجثمان الطاهر بشموع وبخور وأناشيد روحية، وطافوا به المدينة كلها ثم دفنوه في ديره ( دير فسيلتا) في الهيكل الذي كان القديس نفسه قد شيده. 

مأثره وأثاره : 
كان قديسنا مار يعقوب البرادعي معتصماً بالدين المبين ومستمسكاً من المعتقد القويم بالعروة الوثقى، وكان حب الفضيلة متمكناً من نفسه، فمثّل على مسرح الكنيسة بمنتهى الجدارة والإتقان دوره التاريخي – دور المجاهد الرسولي الأكبر- فوطّد البيعة المقدسة في الإيمان الحق، ورفع لواءها عالياً بجهوده المكثفة وجهاده المرير وبطولته الفذة وبكل ما حباه به الله من علم غزير وغوص عميق في كتابه العزيز فضلاً عن تجمله بالورع والطهر والقداسة. وقد بيّن تلميذه المؤرخ الثقة مار يوحنا الافسسي في سيرته المطولة، أنه كان يجترح المعجزات الباهرات كالرسل الأطهار. بل أثبت له كثيراً من مآثره الغراء، منها : شفاؤه مختلف الأمراض المستعصية، إخراجه الشياطين من الممسوسين، إحياؤه بعض الموتى، نزعه العقر من بعض النساء، فتحه عيني أعمى في الرها، تصحيحه جسم امرأة مشلولة من أعيان مدينة آمد كانت طريحة عند باب الكنيسة إذ أمسكها بيدها وقال لها: شفاكِ يا ابنتي ربنا يسوع المسيح . كان ذلك يوم تكريس كنيسة آمد سنة 576. وفي أثناء التكريس أظهر الله أعجوبة خارقة، إذ رأى كثيرون من الحاضرين جمهوراً من الملائكة داخل المذبح وهم يبتهجون ويمجدون الله. وفي هذه السنة سلّط الله على أهالي مدن ما بين النهرين ولا سيما حران والرها وآمد وميافارقين، جنوناً وعمى القلب. فكان الناس يعدون وكأن فرساناً يلاحقونهم، بل كانوا ينبحون ويعوون كالكلاب ويعضّون أجسامهم، فهرولوا إلى القديس مار يعقوب يبكون. أما القديس فقام يوم الأحد ووضع بخوراً في المجمرة وأمر أن يُطاف بها في شوارع آمد وبيوتها صباحاً ومساءاً، فلم يبقَ في اليوم التالي ولا مجنون في المدينة. هذا فضلاً عن استنزاله الغيث، تفجيره عيناً وإيقافه الشمس مرة عند الغروب بجوار دير القديس مار قيوما.

 

وفي عهده أغار كسرى بن قباد العاهل الفارسي على المدن والقرى الواقعة على الفرات وسباها ودمرها، وقصد الرها ليفتحها. وكان فيها مار يعقوب. فأرتعب أهلها وتقدموا من مار يعقوب يلتمسون أن يصلّي إلى الله ليخلّص المدينة. فشجعهم القديس وقال لهم لا تيأسوا فإن الله في هذه الليلة سيطرده كما طرد سنحاريب من أورشليم، وفي الفجر لن يبقى في تخومكم أحد من الفرس. فصلّى طيلة تلك الليلة، وفي منتصفها رأى كسرى خيلاً من النار وفرساناً يقولون له قم غادر مدينتنا و إلا فسنبيدك وجيشك مع شروق الشمس. فما كان من كسرى إلا أن أطلق صرخة مرعبة بجيشه ورحلوا عن المدينة. ومن مآثره، إنه رسم بتفويض البابا ثيودوسيوس الإسكندري بطريركين لإنطاكية وسبعة وعشرين مطراناً، أما القسوس والشمامسة فبلغ عددهم مئة ألف. ومن آثاره القلمية القيّمة ليتورجية، ورسائل عامة إلى الأساقفة والكهنة، ورسائل أخرى خاصة عالج فيها بعض المشاكل البيعية.

 

صلاته معنا اجمعين الى الابد امين+

الشماس :د. منهل بني - لوس انجلوس