Home
عيد استشهاد مار اسطيفانوس رئيس الشمامسة وبكر الشهداء
مار اسطيفانوس
ومعنى اسمه باليونانية ( التاج أو اكليل الزهور).
هو أول من استشهد وسفك دمه لأجل الإيمان بالمسيح والتبشير بإسمه، وكان ذلك بعد أن بدأت الكنيسة تتكون وينضم إليها المسيحيون الجدد، لم يكن فيهم أي محتاج لأن كل شيء كان مشتركاً بينهم" إذ أن الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بثمن المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد على حسب إحتياجه.
وفي تلك الأيام لما تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين بأن أراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية. فدعا الإثنا عشر جمهور التلاميذ ورغبوا إليهم بإنتخاب سبعة رجال منهم مشهود لهم بالإيمان والتقوى ومملوئين من الروح القدس فيقيمونهم على ذلك العمل المادي ليتفرغوا هم للأعمال الروحية. فاختاروا استيفانوس رجلاً مملوءاً من الإيمان والروح القدس وستة رجال آخرين وأقاموهم أمام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي. وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان. وكان لإستيفانوس فضل كبير في ذلك الإنتشار لأنه " كان مملوءاً إيماناً وقوة وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" ( أعمال 6 : 8 ) وبينما كان يكرز ويبشر نهض قوم من اليهود يحاورونه ولما لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به دسوا رجالاً يقولون إننا سمعناه يتكلم بكلام تجديف على موسى وعلى الله وهيجوا الشعب والشيوخ والكتبة، وخطفوه وأتوا به إلى المجمع ليحاكموه وأقاموا شهوداً كذبة يقولون إن هذا الرجل لا يفتر عن أن يتكلم كلاماً تجديفاً ضد هذا الموضع المقدس والناموس. فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك ، فأوعز إليه رئيس الكهنة أن يجيب على الشكوى الموجهة إليه أما هو فإنتهز هذه الفرصة النادرة أمام مجمع اليهود واندفع يبيّن لأولئك الرؤساء والعلماء مستنداً إلى التاريخ وإلى كتب الأنبياء كيف قاد الله شعبه منذ أيام إبراهيم وكيف أرسل لهم موسى وداود وسائر الآباء والأنبياء وكيف عصوه ونبذوا شريعته وكيف صفح عنهم ووعدهم بمجيء المسيح وأن يسوع الذي صلبوه هو المسيح الموعود به. وبعد خطاب طويل ورائع لما رآهم يهزون روؤسهم مستهزئين وساخرين، صرخ فيهم مأخوذاً بحماس الإيمان وقال لهم :" يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك أنتم، أي نبي من الأنبياء لم يضطده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه و قاتليه. الذين أنتم أخذتم الناموس بترتيب الملائكة ولم تحفظوه". " فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم، و صروا بأسنانهم عليه وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلىء من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله فقال:" ها أنا أنظر السموات مفتوحة وإبن الإنسان قائماً عن يمين الله". فصاحوا بصوت عظيم وهجموا عليه وأخرجوه خارج المدينة ورجموه. خلع الشهود ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول، فكانوا يرجمون
استيفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه و صرخ بصوت عظيم يارب لا تقم لهم هذه الخطيئة وإذ قال هذا رقد" .
إستجاب الرب صلاته لأن الشاب شاول الذي كان موافقاً على قتله والذي وضع الشهود ثيابهم عند رجليه، أسبغ الرب يسوع المسيح نعمته عليه ودعاه ليخلف إستفانوس في حمل الرسالة وصار بولس رسول الأمم .
فالقديس استيفانوس لم يكن هو أول الشهداء فحسب بل هو زعيم الشهداء أيضاً لأنه لم يسبقه أحد إلى سفك دمه من أجل المسيح و لم يتشجع هو برؤية غيره أمامه، بل كان هو البطل الأول الذي أقدم على الموت بشجاعة ونفس مطمئنة وهو يصلي ويشفع في قاتليه. ولسوف يبقى هذا القديس مثالاً أعلى للإيمان والغيرة والجرأة والصفح عن الذنوب.
جدير بالذكر ان كنيستنا السريانية الارثوذكسية في شرقنا الاوسط الحبيب تحتفل بشمامستها في هذا اليوم الجميل. فيبدا الكاهن بقراءة الانجيل ويكمل الشمامسة القراءة بالتناوب، اكراما وذكرا لجهودهم في خدمة مذبح الرب.
كل عام وشمامستنا وشماساتنا في كل العالم بالف الف خير واعاده الرب علينا وعليكم بالخير والبركة
الشماس: منهل بني لوس انجلوس
|