Home
القديس مار سويريوس الكبير تاج السريان
عن البطريركية ـــ
أولاً ــــ حياة مار سويريوس: ولد نحو سنة 459 للميلاد، في مدينة سوزوبوليس من ولاية بيسيدية في آسيا الصغرى، من أسرة عريقة في النبل والجاه، وسمّي سويريوس ومعناه (محب الحق) باسم جده لأبيه أسقف المدينة، وكان أبوه عضواً في مجلس إدارة المدينة، أرسلته أمه مع أخويه إلى الإسكندرية لتعلم اليونانية واللاتينية، ثم انتقل إلى بيروت حيث درس الفلسفة والفقه وعلم الشرائع، وكان لتأليف الأباء قسطاً كبيراً لديه، من كتب باسيليوس وغريغوريوس النزينزي والنوسي وأثناسيوس والذهبي الفم، وبعدها إقتبل سر المعمودية كبيراً في السن بحسب العادة الجارية آنذاك، بعدها عاد مار سويريوس إلى بلده ليدرس علم البيان، فزار في طريقه طرابلس وصديقه الحميم زكريا ثم سافر إلى حمص متباركاً من رأس يوحنا المعمدان، بعدها إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة، وهناك أحب الرهبنة فبدّل بزة المحاماة بالإسكيم الرهباني، وانطلق إلى دير ثيودور وكان هناك مواظباً على الصلاة ومطالعة الأسفار الإلهية، ولشدة تقشفه انحل جسمه ومرض، ثم أنشأ من تركة أبويه ديراً انضوى إلى لوائه الكثير من طلاب الزهد، وفي هذه الفترة رسمه الأسقف ابيفانوس كاهناً، وفي سنة 508م عقد الملك انسطاس مجمعاً في القسطنطينية حضره جمهور من الأساقفة يتقدمهم مار فيلوكسينوس المنبجي، والراهب سويريوس رئيس دير مار رومانس، والمئات من الرهبان، أعاد هذا المجمع النظر في طومس لاون وفي مقررات مجمع خلقيدونية، وبأمر الملك فُتح صندوق الشهيدة أوفيمية واخرجوا منه النسخة الأصلية لطومس لاون ولقرار مجمع خلقيدون وأحرقوهما بالنار. ولعب الراهب سويريوس دوره في الدفاع عن القديس كيرلس الإسكندري أمام ادعاءات الأسقف مقدون، بأنه كان يعترف بالطبيعتين للمسيح بعد الاتحاد، من خلال الإثباتات التي قدمها بفصاحة لسانه وبلاغة حججه. وفي سنة 512م عقد الآباء الشرقيون مجمعاً في صيدا للنظر في قضية فلابيانس الثاني بطريرك أنطاكية، فرأوه متمسكاً برأي مقدون ومنحازاً إلى المذهب الخلقيدوني، عزلوه وبإلهام من الروح القدس انتخبوا الراهب القسيس سويريوس بطريركاً، فصدّق الملك على القرار وأبلغوه بقرارهم فحاول الإفلات من أيديهم، ولكنهم أصروا وألزموه بالذهاب معهم إلى أنطاكية، فرحب به الرجال والنساء قائلين: «إننا من مدة متشوقون إلى تناول الأسرار المقدسة، حرر المدينة من الهراطقة، نريد أن نعمد أولادنا....».
وفي 6 تشرين الثاني سنة 512م اقتبل رئاسة الكهنوت وجلس على الكرسي البطرسي وفاه بخطبة لاهوتية بليغة نقض فيها أفكار نسطور وأوطاخي وطومس لاون، مؤكداً على صحة الاعتقاد بطبيعة واحدة من طبيعتين للإله المتجسد.
1 ـ طفق ساعياً إلى لم شعث المؤمنين وتوحيد صفوف الأساقفة والإكليروس. 2 ـ عقد مجمعاً في أنطاكية بدفع من مار فيلوكسينوس المنبجي ثبتوا فيه الإيمان القويم. 3 ـ أزال من المقر البطريركي أسباب الترف. 4 ـ جال يتدبر الكنيسة بزياراته ورسائله الجليلة. 5 ـ في سنة 513م عقد بموافقة المللك انسطاس ومؤازرة مار فيلوكسينوس مجمعاً في صور، أجمع به الأساقفة على وجوب حرم المجمع الخلقيدوني وطومس لاون، وكتبوا إلى يوحنا الثاني بطريرك الإسكندرية والبطريرك طيمثاوس القسطنطيني. 6 ـ في سنة 514 فحص ملفنة مار يعقوب السروجي ومار شمعون الخزاف. 7 ـ ألف جوقة للترتيل نظم لها أناشيد روحية عذبة طفق الشعب ينشدها في الشوارع. 8 ـ تساهل مع المرتدين لدعم الإيمان.
وفي عام 518م توفي الملك انسطاس فخلفه يوسطينوس الأول الخلقيدوني فنفى جمهرة من الأساقفة الأرثوذكسيين. استقبلت كنيسة الإسكندرية مار سويريوس في غمرة من الغبطة الطاغية والفرحة العارمة، مقدرة مواهب القديس النادرة وطاقاته الهائلة، ولهذا نظم أحد آباء الكنيسة أنشودة قائلاً: «مأرين مأرين قبليؤي لساويرا درديف من آةرؤ، وفةحي لؤ ةإعيكي وكنوشي لؤ شوقيًكي دنعول نطرود ديولفنؤ دنسطوريوس ؤو مرحا» وترجمتها: «يا مصر، يا مصر قومي رحبي بسويريوس المطارَد، المُبعَد عن بلده، وافتحي له أبوابك، ولتكتظ شوارعك بالجماهير استقبالاً له، فقد قدم إليك ليستأصل تعاليم نسطور الوقح».
في التقليد القبطي تقول القصة أن القديس مار سويريوس إذا كان يرتدي دائماً زي راهب بسيط ليصرف عنه النظر وخاصةً أنه كان ملاحقاً من قبل أتباع المجمع الخلقيدوني، فدخل يوم الأحد إلى إحدى كنائس الأقباط للاشتراك في التناول من جسد الرب، وبحسب الطقس القبطي عندما يصل الكاهن إلى اختيار الخبز للتقديس وهي الرتبة التي يسمونها «اختيار الحمل» توجب القوانين الكنسية أن يختار الحمل أعلى رتبة كهنوتية موجودة في الكنيسة أثناء الطقس. ولما أراد الكاهن أن يختار الحمل لم يستطع لعجز خلقه الله فيه وقتئذٍ، وبعد أن صلى الكاهن إذ ظنَّ أن الله يرفض أن يقدم له الذبيحة لكونه إنسان خاطئ، كشف له الرب الحقيقة بوجود بطريرك في الكنيسة ودلّه على مار سويريوس الذي ترأس القداس الإلهي.
ولما تغيّب مار سويريوس عن كرسيه الرسولي، اغتصبه الخلقيدونيون فأقاموا عليه في عام 519م القس بولس الخلقيدوني وسمّوه بطريركاً لأنطاكية، أما الأنطاكيون فسموه «بولس اليهودي» الذي سعى بنشر عقيدة المجمع الخلقيدوني وأثار عام 521م اضطهاداً على الأديار وشرّد الرهبان، ونفى الأساقفة والأطفال والنساء.
ورأى صاحب الترجمة أن يقلّد النيابة البطريركية العامة لمار يوحنا التلّي وهو أحد رهبان دير مار زكا في الرقة ورسم أسقفاً لتلاّ، ففوّض إليه رسامة أساقفة وكهنة بحسب حاجة الكنيسة، كما أن المطارنة والأساقفة المنفيين أو الهاربين إلى البلاد النائية فوّضوا إليه تفقد أبرشياتهم برسامة كهنة وشمامسة.
وتبوأ يوسطنيان العرش (527 ـ 565م)، وأحسّ كخليفة للقياصرة الرومان أن عليه واجباً هو أن يعيد الإمبراطورية الرومانية وفي نفس الوقت أراد أن يكون لهما إيمان واحد وقانون واحد وكنيسة واحدة، وصمّم على تحقيق الوحدة في الكنيسة كخطوة أساسية لتحقيق طموحه في السيطرة على الكنيسة، كان خلقيدونياً لكنه لم يدخل في نزاع مع الأرثوذكس أصحاب الطبيعة الواحدة. كانت زوجته الإمبراطورة ثيودورة أرثوذكسية ودافعت عن الأرثوذكسيين بكل ما أوتيت من قوة، وكانت امرأة متدينة ذات شخصية قوية، وبفضل جهودها سمح الإمبراطور يوسطنيان للأساقفة الأرثوذكس بالعودة إلى أسقفياتهم وكراسيهم وأديرتهم. ودعا إلى القسطنطينية لمؤتمر ديني للتصالح، ومناقشة الأمور المشكوك بها مع الخصوم ستة أساقفة من كل جانب، ووجه دعوة خاصة إلى مار سويريوس، الذي بدوره اعتذر عن الحضور وبعث إلى القيصر برسالة يقول فيها: «إن خصومه الذين ثلبوه وأبعدوه ظنوا أنهم قد أوصدوا الأبواب في وجهه فإذا به يدعوه برسائله» وأردف قائلاً: «أنه يخشى أن يرتعب كثيرون إذا ما تراءى هو في العاصمة، وبسبب محبته له يتميزون غيظاً» وختم الرسالة مصلّياً من أجله ومملكته متمنياً أن يتم اتحاد الكنائس المقدسة في عهده. غير أن القيصر ألحّ عليه بالحضور، وإذ لم يرَ القديس بداً من تلبية دعوته توجه إلى القسطنطينية في شتاء عام 535 وهو يعلّم يقيناً أن لا فائدة من شخوصه ولكنه فعل ذلك لئلا ينسب إليه المغرضون بأنه يقف عقبة كأداء في سبيل اتحاد الكنائس.
وفي القسطنطينية رحّب به القيصر ترحيباً بالغاً بتأثير الملكة ثيودورة السريانية، وفي هذه الأثناء رقي مار انتيموس إلى الكرسي القسطنطيني وقابل القديس سويريوس بمساعي الملكة ثيودورة، ودار بينهما حديث طويل حول الإيمان وقد أسفر هذا اللقاء عن دخول انتيموس إلى حظيرة الأرثوذكسية وانضمامه إلى صفوف المناضلين عن إيمانها وفي أعقاب ذلك وجّه إليه وإلى ثاودوسيوس الإسكندري، وأفتيموس القسطنطيني بإيمان واحد، وشركة حبيّة، هذه الأمور كلها أقضت مضجع أفرام الأنطاكي الدخيل الذي اختلس الكرسي الأنطاكي، وحداه أن يستقدم أغابيط الروماني ليحرّض القيصر ضد هؤلاء البطاركة الشرعيين، فبلغ أغابيط إلى العاصمة عام 536 فأجرى له القيصر احتفالاً حافلاً كونه رئيس أساقفة إيطاليا، وحرّض القيصر ضدّ القديسين سويريوس وأفتيموس الذي أمر بطردهما من العاصمة، وعقد أغابيط في القسطنطينية برئاسته مجمعاً محلياً قطع فيه ما زعم مار أنتيموس وانتخب بدلاً منه مينا، واقترح على القيصر عقد مجمع آخر ضد مار سويريوس ولكنه مات شرّ ميتة قبل أن ينال مناه. أما مار أنتيموس فأخفته القيصرة ثيودورة في قصرها اثنتا عشرة سنة وفي هذا القصر بالذات أقام مار ثيودوسيوس الإسكندري عشر سنوات. أما مار سويريوس الأنطاكي فبعد أن أقام في القسطنطينية سنة ونصف السنة وتأكد أن المؤتمر لم يكن إلا مضيعة وقت وأن لا جدوى منه أبداً، فغادر العاصمة بمساعدة ثيودورة وعاد إلى مصر وواصل جهاده الرسولي حاثاً تلاميذه على التمسك بالإيمان القويم، حتى نقله الرب إلى الخدور العلوية في الثامن من شهر شباط 538م، ويذكر المثلث الرحمات البطريرك يعقوب الثالث حادثة دفنه قائلاً: «كان الضريح الذي أعد له قصيراً لم يتسع لجثمانه المكرم فارتأى بعضهم أن يكسروا ساقيه، وفيما كان الجثمان موضوعاً فوق الضريح، وإذا به ينزل فيه بأعجوبة باهرة دون أن يكسر منه عضو ما، وأخذت منذئذ نعمة الروح القدس تظلل رفاته الطاهر، حتى أنه شفى جميع المرضى وطرد الأبالسة من بعضهم عند دنوهم من ضريحهم المقدس».
وأُطلق عليه اسم «ملفان الكنيسة الجامعة الكبير»، وعيدت له الكنيسة في يوم الخميس الذي يلي ثلاثة أيام صوم نينوى، وطفق الآباء يسطرون سيرته العطرة.
ولقد ضمت الكنيسة اسمه إلى الصلاة الخاصة بذكر الآباء بواسطة القديس مار يعقوب الرهاوي بالعبارة التالية: «لنذكر أيضاً بطريركنا مار سويريوس تاج السريان واللسان الفصيح وعمود وملفان كنيسة الله الجامعة»، وما برحت الكنيسة الإسكندرية الشقيقة حتى اليوم في قداسها بعد مار مرقس البشير وقبل بطاركتها مار أثناسيوس ومار ديوسقوروس.
ثانياً ــــ انتاجات مار سويريوس:
حبّر مار سويريوس 13 كتاباً جدلياً تقريع لذوي البدع الفاسدة، و295م معنيثاً في الطقوس والشهداء والآباء، وألف 125 خطبة و3800 رسالة. الأمر الذي دفع بالقيصر يوسطنيان لحرق هذه المصنفات وتشديد العقوبات على من ينسخها أو يحوز عليها، فضاعت باليونانية إلا الأجزاء التي حفظت بترجمتها السريانية.
ومن مؤلفاته ليتورجية خاصة به، وطقس للعماد، وله يُنسب طقس رسم الكأس، والكنيسة السريانية تذكر هذا الحبر الرسولي دائماً حيث أدخلت الكثير من تأليفه لتكون صلوات فرضية ومنها:
ܝܬܒ ܒܣܬܪܗ ܕܡܪܝܡܐ ܬܚܝܬ ܛܠܠܐ ܕܟܢܦܐ ܕܡܪܚܡܢܘܬܟ. ܒܨܠܘܬ ܐܡܐ ܕܝܠܕܬܟ ܘܕܟܠܗܘܢ ܩܕ̈ܝܫܝܟ ܐܪܡܪܡܟ. ܐܫܘܐ ܠܢ ܒܪ̈ܚܡܝܟ ܡܪܐ ܟܠ ܕܒܝܘܡܐ ܗܢܐ.
ثالثاً ــــ بعض التهم التي وُجهت إلى مار سويريوس:
1 ـ الفتك برهبان مار مارون: يوجه المطران الماروني يوسف الدبس في كتابه تاريخ سورية أصابع الاتهام إلى القديس مار سويريوس ومعه مار بطرس مطران آفاميا بالفتك بثلاثمائة وخميسين راهباً من الرهبان الموارنة. ولنقض هذه التهمة الباطلة، نقول: 1 ـ لم يذكرها ولا واحد من المؤرخين المعاصرين لها، وأهمهم خصوم مار سويريوس، وخاصة البطريرك الماروني جبرائيل القلاعي (ق13). 2 ـ لم تذكر هذه الحادثة في الكتابات التاريخية للمؤلفين السريان. 3 ـ لم يكن هناك أي داعٍ لمثل هذه المجزرة الهائلة. 4 ـ لو كان لمار سويريوس هذه السلطة لاضطهاد من شاء من الخصوم لأضطهد بالأولى مناوئيه أسقفي شيزر والرستن المجاورين لهؤلاء الرهبان.
2 ـ الاعتقاد بأن جسد الرب يسوع غير قابل للفساد:
في عهده ظهر يوليان الذي قال بما قاله ماني ومرقيان وبرديصان: «من أن آلام السيد المسيح لم تكن حقيقية بل خيالية، لأن الرب جعل جسده غير قابل للموت والألام منذ إتحاده في الأحشاء، وقال أيضاً: أنه ظهر وكأنه يتألم لكنه لم يكن يتألم، وقد حاججه القديس سويريوس فلم يقتنع، بل ألب له حزباً وأشاع بأن سويريوس يدخل الفساد إلى جسد الرب وكأنه فسد ونتن في القبر. ولئن كان القديس مار سويروس يقول: «بفساد جسد الرب يسوع» ولكنه لم يقصد به الجسد القائم من بين الأموات، ولذلك يشدد مار سويريوس على أن الرب يسوع اتخذ من العذراء مريم جسداً بشرياً كاملاً مثلنا ما عدا الخطيئة، وهذه من الشروط الضرورية لعمل الفداء والخلاص، بينما لو كان الرب له المجد قد أخذ لنفسه جسداً غير قابلاً للفساد لكان هناك خللاً في شروط الفداء، وعلاوةً على ذلك فإن مار سويريوس يؤكد أن جسد الرب يسوع لم يلقَ الفساد إذ تحوّل إلى جسد القيامة.
رابعاً ــــ من أقواله: 1 ـ صورة إيمان مار سويريوس: «نؤمن ونعترف كموضوعات آبائنا القديسين الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً، الذين اجتمعوا في نيقية (325م) والروح القدس معهم، كمثل ميراث مقدس، وما وضعه أيضاً الآباء المائة والخمسون الذين اجتمعوا قبلنا في مدينة القسطنطينية، والذين اجتمعوا في أفسس، ونؤمن أن الله الآب واحد، ونعترف أيضاً أن واحداً هو ابن الله الذي تجسد لأجلنا، وليس هو منقسماً ولا مفترقاً، وهو هو من قبل أن يتجسد، وهو هو من بعد ما تجسد، وهو هذا الواحد، ونؤمن بالروح القدس المحيي، ثالوث متساوي ثلاثة أقانيم قائمة كاملة، ثلاثة وجوه ليس فيها اختلاف في المجد والضياء... كل أقنوم قائم بوجهه، وليس في الثالوث القدوس عبودية، ولا خضوع، ولا واحد أعلى من واحد في رتبة اللاهوتية».
2 ـ إن الأساس هو المسيح وإن الاعتقاد به هو، أنه بتجسده من العذراء القديسة من الروح القدس، إتخذ ناسوتاً مساوياً لنا في الجوهر، بنفس عاقلة، دون أن يستحيل اللاهوت إلى الناسوت ولا الناسوت إلى اللاهوت وبدون امتزاج، فهو واحد من طبيعتين، أجل، هو المسيح واحد ورب واحد، له فرصوف واحد وأقنوم واحد وطبيعة واحدة متجسدة.
3 ـ بالنسبة إلى الإيمان قبل المعمودية فنقول: «إن نسبة ضئيلة من الإيمان تبرر المتقدم، لأن الخلاص الكامل هو في المعمودية، إذا رحل عن العالم مبكراً، أما الإيمان الذي يلي المعمودية، فيتطلب أعمالاً صالحة للوصول إلى درجة الكمال، والانتظام في رتبة رفيعة... إن الإيمان يكتمل بالأعمال وهذا ما يسميه الرسول بولس الإيمان العامل بالمحبة».
4 ـ في تفسيره للآية: «إلهي إلهي لماذا تركتني» (مت27: 46) يقول: «إن كان الموت الذي ماته المسيح عنا، ليس هو مفارقة النفس للجسد بل هو مفارقة اللاهوت للناسوت كقولهم، فإنه لم يمت بموتنا نحن فكيف نفتخر بموت مخلصنا عنا، إن كان ظفره بإبليس بموت غريب، ليس هو منسوباً إلى طبيعتنا، ولكن الفعل بين أنه ذاق الموت عنا كموتنا، الذي هو افتراق النفس من الجسد ولم يترك نفسه في الجحيم ولم يدع جسده يعاني الفساد كما قال النبي (مز16: 10)».
لتكن صلاته سوراً لنا.
|