سيدي نيافة الحبر الجليل مار إقليميس أوكين راعي أبرشية غربي الولايات المتحدة
بعد تقبيل يمينكم وطلب أدعيتكم:
في هذه الأيام المباركة التي نمر بها ويمر العالم بأسره فيها. هذه الأيام التي فيها المُر والحلو. فإن البشر تجترح شتى الطرق والأساليب في قتل بعضهم البعض بلا وازعٍ إنساني وبلا توجيهٍ أخلاقي أو ديني. وسكت صوتُ العقل والضمير وعَلَت أصوات المدافع والهمجية والتنويع في أساليب القتل والدمار للبشر والبنيان. وهناك البعض الذي فكر فعلاً بقدوم السيد المسيح الذي هو هو أمس واليوم وغداً.
في هذه المعمعة من المتناقضات سيولد سلامٌ جديدٌ للعالم أجمع. عنوانه المحبة والأمل والإيمان الوطيد بأن الآتي سيجلب الإطمئنانَ للعالم والراحة للمتعبين والثقيلي الأحمال.
لا بد لي يا سيدي أن أعترف بواقعٍ أعيشه يوميا منذ الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من النهار وأنا بجوار صومعةٍ متواضعة يعيش فيها إنسانٌ نَذَرَ نفسه للرب منذ الغسق ولساعات طويلة لستة أيامٍ في الأسبوع بلا كللٍ ولا ملل، يدرس ويدقق ويعلِّق ويكتب عن أمورٍ كثيرة لاهوتية وعقائدية وتاريخية. وبنفس الوقت يجيب على متطلبات أبناء الأبرشية الواسعة بروحٍ عالية من الايمان والمحبة.
لقد وهبه الله إبتسامةً بريئةً دائمية، وللوهلة الأولى يتخيل من يراه أنه يعيش في عالمٍ خاص بعيد كل البُعد عن مشاكل الدنيا. ولكنك ياسيدي تهتم بالكبيرة قبل الصغيرة من أمور أبنائك، وتحاول أن ترعاهم بالمحبة التي حباكَ وخصكَ الرب بها، وبإبتسامتك التي تبعث الراحة لمن يشاهدها مرتسمةً على جبهتك المنيرة الوضاحة.
وكلُ من نَعِمَ وتبرك بزيارتكم خرج بإنطباعٍ رائعٍ عن شخصيتكم الفريدة وتواضعكم الجم. ولقد علمتني أموراً كثيرة ودروسٍ قيمة في التضحية والطاعة الكاملة غير المنقوصة لإرادة الرب الكفيل بإزالة كل الشوائب.
يا سيدي بمناسبة هذا العيد الفضيل، عيدُ ميلاد الرب يسوع الذي نستمدُ منه الحب الحقيقي لبعضنا البعض أرجوه أن يديمكم للكنيسة فخراً ولأبناء الابرشية مناراً وللهدى والايمان والعلم والاخلاق مورداً. أرجوكم ياسيدي أن تذكروني وعائلتي في صلواتكم فإنها تصل الى العرش الالهي بسرعة البرق لتواضعها وصدق كلماتها.
ربنا يتقبل طِلبتي هذه المتواضعة من كاهنٍ خدم الكنيسة لأكثر من ثمانية واربعين عاماً واخيراً شاءت إرادة الرب أن أكمل المشوار الكهنوتي تحت رعايتكم وإرشاداتكم.