Home
ما مدى شعورنا بالمسؤولية!!!
متى يستوعب
الانسان ان مسؤوليته تجاه أولاده ما هي إلا كما يريدها الرب له. لننظرَ
حولنا ونرى ما تأثير هذا الإهتمام من الوالدين تجاه فلذات أكبادهم؟.
أُجلسْ مع نفسك يا
أخي المؤمن أو أنتَ وشريكة حياتك سويةً، وتأملا في مسيرة الأولاد الذين
أعطاكما الله. أين هم من التربية التي أردتماها لهم؟ ما تأثير
إنفعالاتكما، عواطفكما، سهراتكما، غضبكما، نجاحاتكما في معاملاتكما مع
بعضكما البعض. ما مدى تأثير الغرباء وعاداتهم على مسيرة العائلة؟ كم من
الاوقات وما مداها التي تصرفونها في العناية في حاضر ومستقبل أولادكما؟
هل جلستما يوماً أو أياماً معهم تحادثوهم وتشاركوهم وتُشعروهم بأنكما
ليسا فقط أب وأم أنجبتموهم، بل أنتما الإثنان أصدقاء بالفعل لهم؟
تُعالجون أمراضَهم النفسية والجسدية، تسألوهم عن إحتياجاتهم اليومية
والمشاكل التي تعترضهم، المدرسية منها والإجتماعية وحتى البيتية، هل
إكتسبتما ثقة أولادكما فترونهم يهرعون إليكما عند حاجتهم لمرشدٍ أو معينٍ
أو (حلاّل) لمشاكلهم وخاصةً في عمر المراهقة؟
مَن منا لا يسعى
لأن يكون فلذات أكباده الذين هم هبةُ الله لنا، نموذجاً رائعاً بالاخلاق
والعلم والنزاهة والسيرة الحميدة والمثال الصالح. مَن منا لا يتمنى أن
يكون أولاده كما يراه ويقرأ على نوافذ سيارات الآخرين عبارةً تقول: ( أنا
فخورٌ بأن إبني تلميذ مميزٌ في مدرسته) وبالانكليزية (I am proud, my son
is an honored student).
كم أنا شقيٌ، تعيسٌ
وفاشل عندما ألحظ أن إبني يقضي أوقاته مع رفاق السوء وليس مع التلامذة
النجباء المميزين باخلاقهم ونجاحاتهم وسلوكهم السوي! بل ويقضي أوقاته هنا
وهناك مع زمرةٍ ما عرفت للاخلاق معنى ولا للتربية سبيلاً والتي إفتقدوها
بشكلٍ أو آخر في بيوتهم وبين أهلهم.
أصلي من أعماقي أن
تكون عائلاتنا واعيةً وعياً كاملاً وسديداً في تنشئة أولادهم كما يريدون
لأنفسهم، يسهرون بصدقٍ على تربيتهم وزرع أحلى المُثُل وأرقاها في نفوسهم.
باركنا الرب جميعاً لِما فيه خيرنا وسعادة
أولادنا.
خادم الكاتدرائية:
الخوري عبدالأحد شارا
|