إنقضت سنةُ الأوجاع والهموم والآلام، كانت فيها دروسٌ في الصبر والأناة والعودة الى الله. كم من عزيزٍ فقدناه وكم من قريبٍ غاب من حياتنا. كم من مشردٍ وكم من افواهٍ جائعة وكم من محتاجٍ يتسول في الشوارع والأزقة سعيا للقمةٍ مغمسةٍ بالدماء، كم من بيتٍ تهدم وكم من عائلةٍ لا مأوى لها تبكي أطفالها ويئن شيوخها. كم من أناسٍ لا ثيابَ لهم يلتحفون السماء ويفترشون الارض العراء. كم من كنيسةٍ ومعبدٍ وديرٍ قُصِف وتهدم، كم من رجل دينٍ قُتِل وخُطِف واختفت أخباره!!!
يالها من سنةٍ غريبة عجيبة ذكَّرتنا ما قرأناه وسمعناه من الجدود عن أيام (سفربرلك) أيام الحرب العالمية الأولى حيث تُعاد الأحداث الآن ثانية ولكن ليس في العالم بل في بلادنا العزيزة، سوريا ولبنان والعراق ومصر وتونس واليمن. وبخاصة أمنا سوريا الصامدة.
ما ذنب هؤلاء رجال الدين المطرانَين الجليلين والراهبات الفاضلات وكل الأبرياء الذين إما قُتِلوا أو فُقِدوا بأيدٍ سفاحة لا تعرف الرحمة ولا تعرف عن الله ومحبته شيئاً إلا اسمه! هذا هو العام الفائت بكل جروحاته والامه. هذه هي تجارب الرب للانسان الذي شذَّ عن الطريق السوي وابتعدَ عن قِيَم السماء راكضاً وراء رغباته الدنيوية. إن الله لم ولن يغلق أبوابه عن خليقته التي أحبها حتى بذل إبنه الوحيد على الصليب ليعيدَ الانسان الى كرامته الأولى التي اغتصبها منه الشيطان.
هلموا لنعودَ يا أحبائي في المسيح الى ينابيع الصلاح ونقرع باب الرحمن الذي دعانا اليها (تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم) بل أصَّر بأن نقرع بابه ( إسألوا تُعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا فيُفتَح لكم).
دعوة صميمية لكم يا أحبائي يا من تؤمنون بقدرة الرب أن تلتجؤا اليه ونحن على أعتاب سنةٍ جديدة 2014 وتسألوه ليمطرَ علينا جميعاً الخيرات والمبرات والسلام لبلادنا والطمأنينة لأهالينا المقهورين على امرهم. وليعيدَ المطرانين الجليلين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم ومار بولس يازجي والراهبات الفاضلات وكل المخطوفين الابرياء الى مراكزهم واحبائهم. نسألك يا يسوع في بداية السنة الجديدة أن تستجيب لأدعيتنا فتحفظ لنا إمام أحبارنا بطريركنا مار اغناطيوس زكا الأول عيواص وكافة أحبار مطارنتنا وبخاصة مطراننا الجليل مار إقليميس أوكين الساهر أبداً على رعاية هذه الأبرشية العزيزة ولكافة الكهنة من رهبان وراهبات وخوارنة وقسس وشمامسة. وأن يعطي الحكمة لجميع مؤسسات الكاتدرائية لتعمل خلال السنة القادمة بهداية الرب لكل ما فيه تقدم الكاتدرائية آمين.
خادم الكاتدرائية الخوري عبدالأحد شارا
