أقولها بصدقٍ وصادرة من الأعماق، ليتنا نتوجه الى الإهتمام بأولادنا بمختلف أعمارهم لتنشئتهم روحياً. فأنا أتأمل أحيانا أطفالنا وهم يدخلون الى الكنيسة في نهاية القداس وأقصد بأطفالنا المنتسبين الى المدرسة الأحدية. أرى الكنيسة في معظم الأحيان غاصة بالمؤمنين ولكن لا يتعدى عدد أطفالنا الموجودين في الكنيسة الثلاثين واحيانا الاربعين ونادراً الخمسين.
لا بد وأننا نعلم أننا بقَدَر ما نهتم بتربية أولادنا وتوجيههم روحياً وتثقيفهم دينياً بقَدَر ما يكون وجودهم في الكنيسة مستقبلاً مؤكداً. أنا لا أنكر تَعَب الوالدين في توجيههم بيتياً وتثقيفهم مدرسيا ولكن كم للكنيسة من تأثيرٍ على توجيههم خُلُقيا وتوعيتهم من معاشرات السوء التي لا ترحم ولا تقف عند حدودٍ والتشبث بعاداتٍ سَمِجَة وغريبة كلياً عن مجتمعاتنا التي إكتسبناها من أبائنا وأجدادنا. وبالمناسبة لا بد لي أن أُثني وأبارك على همة المشرفين في المدرسة الأحدية في الكاتدرائية الذين يسعون بجهدٍ ليكونَ عملهم التوجيهي والديني مثمراً وهذا لن يتِّم بالمطلَق إلا بتعاون البيت والكنيسة، الآباء والأمهات والمدرسة الاحدية.
علماً أن نجاح المدرسة الأحدية يتوقف قبل كل شيء على تشجيع الوالدين بعد أن توفرت لهذه المدرسة كتباً هي في غاية الأهمية في التوجيه الديني المدروس. ولقد صرف المنتجون والمنفِذون والمهِيؤن لهذه الكتب شأنا كبيراً من أوقاتهم برعاية مطراننا الجليل مار إقليميس أوكين وغيرة وتبرعات المحسنين لتكون هذه السلسلة من الكتب نافعة لأقصى الحدود من صفوف الروضة وحتى نهاية الدراسة الثانوية.
وإنني لأرى في المستقبل جيلاً واعياً متفهماً لواقعه الديني والكنسي ومرتبطاً كليا بمجتمعه الطائفي وملتزماً بتعاليم ومباديء ونُظُم الكنيسة السريانية الاورثدكسية. وهذا الهدف لن يتحقق إلا بجهدِ الآباء والأمهات مع مسؤولي المدارس الأحدية. ونظرة عميقة على ما يجري في القليل من كنائسنا المحلية في الابرشية وعلى تقدمها في هذا المضمار ماهو إلا دلالة واضحة على إلتزام أبناء الكنيسة مع إداريي ومعلمي المدارس الاحدية حرصاً منهم على خَلق جيلٍ واعٍ متفهمٍ وملتزِم. والشجرة الكبير المثمرة بدأت ببذرة صغيرة نمَت وترعرعت بإهتمامٍ كلي وغدت تُعطي الثمار الناضجة واللذيذة.
ولا بد أن المواكِبَ والمتتبِع لأخبار الأبرشية على صفحات الكمبيوتر يرى ويعلم كم من إجتماعاتٍ تُعقَد وكم من قرارتٍ تُتَخَذ وكم من أوقات تُخَصَص سعياً لجعل أولادنا جيلاً موجَهاً دينياً وكنسياً يحمل مشعل الوالدَين الكريمين في الايمان والعمل الصالح.
