إنقضت السنة الدراسية وبدأ الأهل يفكرون كيف يقضون هذه العطلة مع أولادهم. إن الفراغ لقاتلٌ ويعطي الأولاد فرصاً خبيثة للتصرف والعبث المقيت. ولا ينتهي الإهتمام بتربيتهم والعناية بهم بانتهاء السنة الدراسية بل تبدأ الصرامة في مراقبتهم وفي التركيز على الإهتمام بيومياتهم. ولن تكونَ هذه الفترة الصيفية فرصةً ليذهبَ الأهل في رحلاتهم السياحية ويبقى أولادهم في البيت أو في عهدة الآخرين. وطبعاً هذا عين الخطأ. فعلى الأهل مشاركة أولادهم بهذه النزهات والترفيهات ليشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من روابط هذه الأسرة الواحدة.
على الأبوين تقسيم اليوم الصيفي على مناهج مدروسة ليسيرَ بموجبها أولادهم. فقسم للترفيه وآخر للمطالعة وجانب للمحادثة معهم وإشعارهم بمركزهم ومشاركتهم أفكارهم وتطلعاتهم المستقبلية وتشجيع هواياتهم إن كانت رياضية، فكرية او جسمية. المهم في الموضوع ألا يُترَك هؤلاء الأطفال والأحداث والشبيبة إناثا وذكوراً تتصرف بحسَب أهوائهم الخاصة. فيندم الأهلون لاحقاً على الحرية المطلقة التي منحوها لأولادهم خلال هذه العطلة الصيفية.
إن أولادنا في حداثتهم يشبهون النبتة الصغيرة التي تُزرَع البستان، فتأتيها الرياح من كل صوبٍ فتنمو معوجة وبعيدة كلياً عن الاستقامة ويصعب إصلاحها عندما تنمو. ولكن إنْ إهتم بها زارعها فأسند اليها خشبة ملازمة لها فتنمو مستقيمة حتى النهاية. وهكذا عندما نهتم بأولادنا بعناية وبتربيةٍ مدروسة ونصلح إعوجاجهم منذ الطفولة الباكرة يكون لدينا جيلاً واعياً لمسؤولياته وفي ذاته تنمو مباديء سيفخر بها لاحقا إكتسبها بكليتها من إهتمام الوالدَين ومن ثمَّ يفرح الابوان من إستقامة أولادهما وتكون النتيجة مرضية للغاية. فوسائل الترفيه الصحي متوفرة في هذه البلاد ( حديقة الحيوانات، المتاحف، المكاتب العامة، الحدائق العامة، والطبيعة الجميلة من سهولٍ وتلالٍ وجبال) كلها خلقها الله أو أوجدها الانسان لخدمة الانسان.
يا أحبائي في الرب، حذاري عليكم من إهمالكم لأولادكم في لعبهم ومرحهم وتمضية أيام الصيف فاجعلوها فرحاً وسروراً ومتعةً للعائلة بأجمعها وليس ألماً وحزناً وندماً (لاسمح الله).