عمت الأفراح في كل كنائس المعمورة محتفلة بدخول الرب يسوع المسيح الى أورشليم، حيث زُينَت هذه الكنائس بأغصان الزيتون والنخيل تُذَكِر المؤمنين بما فعله مستقبلو السيد المسيح قبل ألفي عام ونيف في شوارع أورشليم وهم يهللون وينشدون ويرنمون (مبارك الآتي باسم الرب).
هكذا كانت الأجواء في كنائسنا وبخاصة في كنائس أبرشية غربي الولايات المتحدة حيث لبست الكنيسة وتزينت بأغصان النخيل والزيتون، تذكِّر المؤمنين بالحَدَث التأريخي الكبير الذي تمَّ في الأمس البعيد .
هرع الأطفال باكرا بألبستهم الجميلة وشموعِهم المزينة بالورود والابتسامات تعلو وجوههم البريئة، وأما أولياؤهم فكانوا يتباهون بأطفالهم، عطيةَ الرب لهم وها هم جاؤوا بهم ليمجدوا الرب على عطاياه وهداياه لهم، انه يوم لا كالأيام حيث امتلأت الكنيسة على وسعها بالمؤمنين، وأما باحات وقاعة الكنيسة الرحبة فإنها هي الأخرى غصَّت بجموع المصلين الذين صَعُب تعدادهم. هذا ما حدث أيضاً في كل كنائس الأبرشية.
وفي الحادية عشرة من صبيحة الاحد ١٣ نيسان احتفل صاحب النيافة مار إقليميس اوجين بإقامة القداس الالهي يعاونه خادما الكاتدرائية الأبوان الخوري عبدالأحد شارا والقس كبرئيل حنا وعددٌ كبيرٌ من الشمامسة الأفاضل، وأنشدت جوقة الكاتدرائية تراتيل المناسبة بإتقان ملحوظ بقيادة الأب الفاضل القس كبرئيل حنا. وارتجل نيافته كلمة مؤثِرة معزياً الكنيسة عامة بانتقال المثلث الرحمات مار إغناطيوس زكا الاول عيواص الى الخدور السماوية وما قدمه الراحل الكبير من آثارٍ علمية وعمرانية وإدارية حكيمة وبما كان يتصف به من طيب القلب والإيمان الكبير والمحبة الأبوية بقدرة الله، وتطرق نيافته الى الصلوات التي رُفِعَت عن روحه الطاهرة في كلٍ من ألمانيا ولبنان وسوريا وانتهت بوضعه في أضرحة البطاركة في الكنيسة التابعة للبطريركية والكائنة في المجمَّع البطريركي الموجود في معرة صيدنايا ـــــ دمشق.
وتابع نيافته، بأن الآباء، أحبار المجمع المقدس المتواجدون في لبنان رأوا ضرورة إجراء انتخاب البطريرك الجديد الذي تمَّ بالفعل يوم الاثنين في 31 آذار 2014. وعلى الأثر أعلن القائم بأعمال المجمع المقدس صاحب النيافة مار سويريوس حاوا مطران بغداد والبصرة على اختيار السادة المطارنة لنيافة الحبر الجليل مار كيرلس أفرام كريم ليكون البطريرك 123 (122) في عداد البطاركة السريان تحت اسم مار إغناطيوس أفرام
الثاني كريم، وتحدد يوم عيد صعود الرب في ٢٩
أيار موعدا لتنصيب قداسته في كاتدرائية البطريركية في باب توما، دمشق.
ودعا نيافته المؤمنين جميعاً بالدعاء لصاحب القداسة بالحكمة والعمر المديد بإرشاد الثالوث الاقدس. ثم شرح نيافته معاني المناسبة المقدسة لهذا اليوم المبارك ومهنئا المؤمنين بعيد الشعانين.
وابتدأت دورة العيد يتقدمها الصليب المقدس ومن ثم الشمامسة بأروابهم البيضاء والشموع والمراوح في أيديهم وتراتيل جوقة المرتلات وموسيقى الكشاف السرياني وهي تعزف أحلى القطع الموسيقية، وكان نيافته يحمل الصليب المقدس يبارك به المؤمنين بابتسامته وروحانيته المميزة. وسار هذا الموكب في باحة الكاتدرائية وكل الأطفال تتبعه بابتساماتها وفرحها الظاهر، وعند العودة الى الكنيسة قام نيافته بزياح (أضمومة الشعانينة) المهيئة خصيصاً لهذه المناسبة.
وكانت اللجنة المخصصة بإقامة النشاطات الإجتماعية في الكاتدرائية قد هيأت برنامجا ليومٍ حافل بشتى الألعاب التي يتوق اليها الأطفال الذين قضوا يوماً ممتعاً للغاية حيث انصرف الجميع بعدها مع غياب شمس هذا اليوم المقدس.