Home

يونان النبي وصوم نينوى

لصوم نينوى مركزٌ مرموق في نفوس مؤمني السريان في العالم وبخاصةٍ في بلاد الشرق حيث برز اسم النبي يونان وقصته المشوقة عندما كلفه الرب بمهمة إنذار أهل نينوى بالتوبة والثبور والعودة الى الرب والابتعاد عن الشرور التي أغرقت سكان نينوى بالمآثم والموبقات على أنواعها.

أراد النبي يونان ان يهرب من هذه المهمة لكن الرب اظهر من خلال هروبه شدة حرصه على الحفاظ على ارواح البشر بالرغم من إصرارهم على المضي في شرورهم وموبقاتهم، بل وعلى الرغم من هروب يونان ومحاولته التخلص من هذه المهمة التي اعتبرها شاقة ومضنية، اصرَّ الرب عليه في ان ينفذَ المهمة الملقاة على عاتقه لخلاص أهل هذه المدينة من الدمار والهلاك، كما وأظهر الخالق في هذه الحادثة عظيم حنانه وكثرة اهتمامه واعتنائه بالبشر.

وهكذا اعتبر ويعتبر المؤمنون ان يونان وقصته وصوم أهل نينوى عِبرة لكل البشر وتذكير لهم بوجوب العودة الى الله الذي يستقبلهم فاتحا ذراعيه قائلاً ( تعالوا اليَّ ايها المتعَبين والثقيلي الأحمال وانا أريحكم ).

وفي صبيحة يوم الأربعاء 24 شباط 2016، كان الصائمون والمؤمنون على موعدٍ لحضور القداس في كل كنائس الابرشية وبخاصةٍ في كاتدرائية مار أفرام حيث تهافت الجميع للإشتراك في القداس الالهي وتناول جسد الرب ودمه، واحتفل الاب القس أفرام عدا كاهن كنيسة القديسة هيلانه في مدينة لانكستر باقامة الذبيحة الإلهية على مذبح الكاتدرائية في بربانك بحضور صاحب النيافة مار إقليميس اوجين النائب البطريركي لأبرشية غربي الولايات المتحدة وكلٍ من الابوَين الخوري عبد الاحد شارا والقس كبرئيل حنا والشمامسة الأفاضل. كما وخدمت جوقة المرتلات القداس بتراتيلهن باتقانٍ كعادتهن. وحضر جمهورٌ من المؤمنين الصائمين من شتى الأنحاء والاطراف، وَبَاركهم نيافته كما وهنأهم الاب أفرام بصومهم داعياً ان يتقبل الرب هذا الصوم منهم ويوسع في نِعَمِه على الجميع، ثم تقدم كل المؤمنين لتناول جسد الرب ودمه ومن ثمَّ شارك الكل بمائدة الإفطار التي هيأها المؤمنون، وَبَاركهم نيافته داعياً لجميعهم بالخير والسؤدد والحياة الكريمة.