Home

ونحن مقدمون لنستقبل الاله المتجسد

أحباءنا الكهنة الأفاضل وأبناءنا أعضاء المجالس الملية وسائر مؤسساتنا الكنسية ومؤمني كنائس أبرشية غربي الولايات المحترمين، حفظتكم العناية الإلهية.
بعد تفقد خواطركم والسؤال عن أحوالكم الروحية منها والجسدية، نقول:
نحن على قاب قوسين أو أدنى من عيد الميلاد المجيد، عيد ميلاد المحبة الفائقة، المحبة التي يصعب إعطاؤها حقها في الوصف بما أنجزته ومنحته للبشرية. لقد اصطف الأنبياء الذين سبقوا مجيء السيد المسيح تباعاً أمام المغارة يتطلعون بفرحٍ فاق وصفه وهم يَرَوْن قد تحققت نبؤاتهم وسيدهم وربهم وخالقهم ظهر طفلاْ صغيراً مقمطاً وبمذودٍ وضيع تسكنه حيوانات تتحسر وهي ترى هالات النور تحيط بالمولود الذي شاركهم حظيرتهم المتواضعة.

وهناك بعيد بدت ملامح موكبٍ ملكي كبير فيه الأبهة والعظمة بكل معانيها، تحيطه كوكبة من الحراس المدجّجة بالسلاح جاء هذا الموكب ورَكْبِه من البعيد البعيد وهو يحمل في قلبه أمنيات حالمات فيها أحاسيس الدهارير، شجونهم وتطلعاتهم. جاءت جمهرة من الملوك لتعلن بكل صريح العبارة عن ولائهم للملك المولود الذين بشروا في بلاد فارس بولادته. أملاً منهم ان يجدوه بهداية النجم الساطع في السماء الذي سيدلهم بوضوح عن مكان ولادة الإله المتجسد والملك المنتظر.

وهناك على تلال اليهودية جلس رعاةٌ يصطلون بنيران الأخشاب اليابسة لتحميهم من زمهرير البرد القارس، ويتحدث اليهم الملاك بصوته الجهوري معلناً انه (المجد لله في العُلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر). وكان من الصعب وصف الفرحة التي غمرت قلوبهم بهذه الكلمات المعبَِرَة. لتؤكد عظمة الخالق، أظهر محبته في ملوكٍ كبار من بلاد فارس ورعاةٍ بسطاء من اليهودية، جَمَع الغني الجبار مع الفقير البسيط ليمجدوه وليسبحوه ويكرّموه، بل حتى العشرات والمئات من الأطفال الأبرياء دفعوا بدمائهم ثمناً للمحبة الإلهية ولحبهم وشوقهم للمولود.

هلموا جميعاً يا أحبائي الى المغارة بقلوبٍ متواضعة وبنياتٍ صافية بعيدةٍ عن محبة الذات والشعور والإحساس برسالة المولود في المحبة والعطاء والتضحية، هناك في دهاليز الحياة أناسٌ عطاشٌ الى المسيح، جَوعَى الى الطعام الروحي التي هي تعاليمه. نحن نعيش في رخاءٍ روحيٍ مميز، في أجواء البخور والكنائس والمعابد، وهناك أقوامٌ تعيش في بذخٍ ورخاء، وفي الجانب الآخر أناسٌ تشتاق الى مجاري المياه، تتوق الى معرفة الكمال الإلهي، تتطلع الى نور الميلاد البهي، وتصبو متشوقةً الى طلعة الطفل الرائع جمالاً.

يا أحبائي... تعالوا لنفرح بمولود بيت لحم، تعالوا لنسكب قلوبنا أمام المذود، ونقدمها هدية الميلاد لرب الميلاد، أيها الاحباء ابناء هذه الابرشية العزيزة التي ادعو لها من صميم قلبي بكل توفيق ورخاء وسؤدد، أن يجمعنا دوماً يسوع المولود بالحب الذي جاء ليعطينا إياه، أتمنى لكل فردٍ منكم كل الخير والبركة وأدعو بالتوفيق والمبرات لكم جميعاٍ كباراْ وصغاراً وبخاصة للأحباء الآباء الكهنة الأفاضل الذين يعملون بكل جدية في نقل كلمة الرب والعمل باخلاص في نشر تعاليمه المحيية.

أدعو ليديم الرب رئيس كنيستنا قداسة الحبر الأعظم مار إغناطيوس أفرام الثاني رأساً لهذه الكنيسة ويمنحه حكمة بإدارة دفة الكنيسة المقدسة، ويديم سائر أحبار المجمع المقدس ويعطي القوة لكافة رجالات الكنيسة الكهنة الغيارى الذين لا يألون جهداً في زرع كلمة الرب والكلمة الحلوة ونشر الخلاص بين المؤمنين. أدعو ليحفظ الرب شعبنا السرياني حيثما وُجِدوا وبخاصة أبناء هذه الابرشية الزاهرة. بل وينشر سلامه وأمنه في بلادنا العزيزة ويرحم شهداءنا ويطلق المطران يوحنا ابراهيم والمطران بولس يازجي من أيدي المختطفين الغاشمين فتكمُل أفراحنا بعيد الميلاد المجيد.

دمتم أيها الأحباء بنعمة يسوع المولود وكل عام وأنتم بألف خير.
ولد المسيح .. هللويا.