Home

يا له من خبرٍ عالمي عظيمٍ وكبير

إنها بشرى البشائر!!! العالمُ بأسرِه يبدو فَرِحاً، كلٌ على طريقته. الكبارُ والصغارُ، الذكور والإناث. ها هو آتٍ بعد أيامٍ قلائل. وأهازيج الأطفال وفرحهم تعلو وجوههم البريئة لتبعثَ في كل النفوس الأملَ والرجاءَ والسعادةَ الضائعة. ها هو آتٍ وقد إبتدأت رسالتُه بهمساتِ الصغار المهللين الفرحين بهداياهم والعابِهم، وبمجردِ أن يحتفلَ هؤلاء ملائكةُ الأرض، كون الرب يسوع الذي طالما باركهم وحكى عنهم وميزَّهم قال عنهم: "دعوا الأطفالَ يأتون اليَّ ولا تمنعوهم لأن لمثلِ هؤلاءِ ملكوتِ السماوات" لقد فرِحَتْ الأممُ والشعوبُ بقدومِ سيدِهم وها هم ينتظرونه بفارغ الصبر. أجل هو آتٍ لا محالة طبقاً لوعوده المقدسة. ولنبوة الأنبياء التي تحدثت باشكالٍ مختلفة عن مجيء المخلص.

فالزيناتُ في البيوتِ وفي الشوارعِ ومحلاتِ الباعة وأشجارِ الميلاد الموزعة في كلِ مكان، كلُها تنادي وتصرخ قائلة: تعال أيها الطفلُ الأعجوبة. يامن تنبأ عنك الأنبياءُ ورتلتْ الملائكةُ أناشيدَ ولا أروع، وهللتْ بتسابيحَ ولا أقدس.

ولّى الكثيرُ من الأنتظار، وأفُلَ كلُ اليأسِ والقنوط الذي رافقَ الأجيالَ منذ القديم القديم، هكذا بدت الدهاريرُ والأجيالُ تواقةً لرؤياه، مشتاقة للوعود التي قطعها كلُ المرسَلين والانبياءَ من قبلِه. وعاشتْ البشريةُ تلك الوعود المئات والآلاف من السنين منتظرين تنفيذَ وعود السماء بهذا المولود الفريد العجيب. هذا الوعدُ ليس فيه أيةُ ريبةٍ، ولا تشوبُه الشكوك. فهو وعدٌ أزليٌ أبديٌ جاء من ربِ الصدقِ والوفاء. لذا كانت الأجيالُ والأزمانُ تنتظرُه ومتوقعة ظهور هذا الطفل مع كل ما لازمه من بهرجةِ الإستقبال، والزينةِ والألعاب وإبتساماتِ الصغار البريئة. وجاء اشعيا ليطمئن هواجس البشر بالبشرى الخالدة "ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا".

تعال يا يسوع، نحن كلُنا شوقٌ لك. سنستقبلُك ليس فقط بأغانينا وأناشيدنا، ليس في الألبسة الجديدة وألعاب الأطفال والهدايا، بل بالتوبةِ الصادقة النصوح، والندامة الكاملة الواعدة. علَّ كل ما صنعناه سابقاً من المعاصي والموبقات تغفرُها لنا وتغضُ الطرفَ عنها. عهدٌ علينا أن نسامحَ بعضُنا بعضاً، ألا نغضب ولا نكره ولا نشتم ولا ندع للحقد والكراهية مكاناً في قلوبنا. سنعملُ جهدَنا أن تكونَ قلوبَنا تليقُ بميلادِك، طاهرة نقية مزينة بكل الفضائل السمحاء والعمل الجدي في تهيئةٍ كاملةٍ روحياً وجسدياً بالصوم والصلاة والإعتراف والتناول. هذه كلُها تليق بقدومِك يا سيدي. مباركٌ هو قدومك أيها الآتي باسم الرب هللويا، المجدُ لك أبداً.

أدعيةٌ اتضرعها لجلالك الالهي ان تحفظ لنا إمام أحبار كنيستنا الجامعة قداسة الحبر الأعظم مار أغناطيوس افرام الثاني بطريرك كنيستنا السريانية الأرثوذكسية ورئيسها الأعلى في العالم. وان تمدَّ من حياة مطراننا الجليل مار اقليميس اوكين النائب البطريركي لأبرشية غربي الولايات المتحدة الأمريكية وهو يسهر على شعب وكنائس الابرشية المترامية الأطراف. وان تكون يدك مباركة لجميع كهنة كنائس الابرشية فتمدهم بالحكمة والدراية وتحفظ ابناء هذه الابرشية كباراً وصغاراً لك الحمد امس واليوم وغدًا.
"المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر".

أخوكم بالرب: الخوري عبدالأحد شارا